سعد الله آغا القلعة.. عالم موسيقي معاصر منصف قل نظيره

1950- / سوري

استخدم خبرته الواسعة في مجال المعلومات والتكنولوجية في وضع منهجي تحليلي متقن للأعمال الموسيقة لكبار الفنانين العرب بهدف خلق نهضة موسيقة عربية على أسس علمية

الولادة والنشأة:

ولد سعد الله آغا القلعة في مدينة حلب في سورية عام 1950، وكان لأسرته الأثر الكبير في توجهه للعلم والفن، والده فؤاد رجائي آغا القلعة طبيب أسنان، وباحث موسيقي.

أصدر والده العديد من الدراسات الموسيقية من أهمها كتابه الشهير (من كنوزنا)، الذي وثق فيه الموشحات الأندلسية وعلاقتها بالموسيقى، كما كان أول مدير لإذاعة حلب، وأول مدير لمعهدها الموسيقي الأول، الذي افتتحه على نفقته الخاصة في نهاية الأربعينات من القرن الماضي، حيث كان الطلاب والطالبات جميعهم يقبلون في المعهد فقط لموهبتهم لأن الدراسة كانت مجانية.

كان لمدينة حلب الأهمية الكبرى في توجه سعد الله آغا القلعة للموسيقى العربية وأبحاثها، وهي المدينة التي كانت لفترة طويلة المركز الأهم للإشعاع الموسيقي في العالم العربي، فاحتضنت خلاصة الفكر الموسيقي العربي ورصيده الموسيقي والغنائي على مر العصور.

الدراسة:

درس سعد الله آغا القلعة الموسيقى في المعهد الموسيقي في حلب بين عامي 1956 و1966، على يد كبار الأساتذة في حلب، وخاصة الأستاذ المبدع شكري الإنطكلي، ثم أصبح مدرساً لآلة القانون في المعهد، بعد تحوله ليكون تابعاً للدولة بين عامي 1967 و1972.

كما درس القلعة الهندسة المدنية في جامعة حلب في الفترة من عام 1967 لغاية 1972، ثم عين معيداً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق.

وعام 1975 تم إيفاده إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه. وحصل عليها عام 1982.

الأعمال:

العمل الجامعي:

درّس سعد الله آغا القلعة بعد عودته من فرنسا عدة مقررات هندسية، كبرمجة الحاسوب والإحصاء، وحسابات الشبكات الجيوديزية وبناء الخرائط.

وأسس وحدة المساحة والجيوديزيا الدقيقة في جامعة دمشق عام 1985، وهي وحدة متخصصة في تنفيذ الخرائط السياحية.

كما أدار الحاسب الالكتروني في كلية الهندسة في جامعة دمشق بين عامي 1988 و 1995 حيث أصبح رئيساً لقسم الهندسة الطبوغرافية في الكلية حتى عام 2001.

وبنفس الوقت حصل على مرتبة مهندس رأي في نقابة المهندسين السوريين.

وعام 1989شارك آغا القلعة في تأسيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وبقي عضواً في مجلس الإدارة منذ التأسيس وحتى عام 2001.

وزيراً للسياحة:

عام 2001 تم تعيين سعد الله آغا القلعة وزيراً للسياحة في سورية، وبقي فيها حتى عام 2011.

وخلال فترة وزارته نشر العديد من الكتب والدراسات عن السياحة السورية، وقد حقق ارتفاع في عدد السياح الدوليين في سورية من 1.5 مليون سائح في عام 2001 إلى 8.6 مليون سائح عام 2010، بمعدل نمو متوسطي سنوة 15% فيما وصلت مساهمات السياحة في الناتج المحلي الإجمالي 14%.

 الموسيقى:

بعد إنهاء دراسته العليا في مجال الهندسة والمعلوماتية في فرنسا، قدّم سعد الله آغا القلعة العديد من المحاضرات والحفلات الموسيقية.

فكانت البداية عام 1985 في تقديم البرامج التلفزيونية على شاشة التلفزيون السوري، لشرح خفايا الموسيقى العربية من خلال برنامجه الأسبوعي (العرب والموسيقى)، وقد استمر في تقديم البرنامج حتى عام 1992.

أطلق مشروعه الهام (موسوعة كتاب الأغاني الثاني) على نهج كتاب (الأغاني) للأصفهاني.

قدّم بعدها برنامج (نحو نهضة موسيقية عربية جديدة) الذي طرح فيه مسألة تحليل واقع الموسيقى العربية.

اعتمد سعد الله آغا القلعة على نظام معلومات الموسيقى العربية الذي أنجزه والذي يتشكل من عدد كبير من قواعد البيانات المتنوعة والمترابطة، كقاعدة الكلمات المفتاحية للموسيقى العربية، المتضمنة لشروحات كاملة لأكثر من 1600 عنوان، إضافة إلى قاعدة مراجع الموسيقى العربية، التي توثق لمئات المراجع والكتب والدراسات الموسيقية العربية على الحاسوب، مما سهل على الباحث بالرجوع إلى أي موضوع يختاره، فيعلمه الحاسوب وعبر الكلمات المفتاحية المطلوبة عن جميع الفقرات التي ورد فيها نصوص تتضمن تلك الكلمات المفتاحية.

يضم النظام أيضاً قاعدة معلومات الأعمال الغنائية العربية وهي قاعدة بيانات تحدد للأغاني والأعمال الموسيقية العربية، المؤلف والمؤدي والملحن وسنة الإنتاج والمقام والإيقاع والقالب، وقاعدة البيانات الصوتية التي تم عبرها توثيق مئات الأغاني والأعمال الموسيقية على الحاسوب مع إنجاز وصياغة وتوثيق تحليلها الموسيقي، مرتبطة بتاريخ العمل الغنائي وعناصره الموسيقية، وقاعدة البيانات المصورة وهي قاعدة مماثلة للقاعدة الصوتية ولكن التوثيق فيها كان للأغاني السينمائية والمصورة، وذلك لأجل مساعدة الباحث، ومن خلال ترابط القواعد على استرجاع أي عمل غنائي مع الكلمات، وسماع اللحن في أي نقطة منه وبشكل آني، أو مشاهدته إن كان عملاً سينمائياً، ومقارنته مثلاً مع أي جزء من أغنية أخرى مباشرة، كما تسمح تلك القواعد باكتشاف القالب على اختلاف تعقيداته في الموسيقى العربية وكذلك طول الجملة اللحنية والفقرة اللحنية.

كما يسمح النظام وعلى برمجيات خاصة بإجراء المقارنة بين أعمال غنائية مختلفة لدراسة التأثير والتأثر، وتحديد القواسم المشتركة للفن الموسيقي العربي، كما يمكن إجراء الإحصاءات المتعلقة بالأعمال الغنائية لملحن محدد أو شاعر أو لمطرب، أو الأعمال الموسيقية لمؤلف موسيقي باستخدام قواعد البيانات أو الرسوم البيانية.

موسوعة غروف الموسيقية العالمية:

كتب د. سعد الله آغا القلعة سبعة نصوص باللغة الإنكليزية عن شخصيات موسيقية سورية لصالح موسوعة غروف الموسيقية العالمية، تناولت تلك النصوص حياة وفن كل من (أحمد أبو خليل القباني) للمسرح الغنائي، (عمر البطش) للتلحين، (علي الدرويش) للتدريس والتوثيق والبحث، (فؤاد رجائي) لرعاية الموسيقى ونشرها، (صباح فخري) للغناء، (أسمهان) للغناء، ( فريد الأطرش) للغناء والتلحين وعزف العود.

الكتب والدراسات والأبحاث والمحاضرات الموسيقية:

قدم الدكتور سعد الله آغا القلعة بالإضافة إلى البرامج التلفزيونية التي تعتبر كتباً تلفزيونية بحد ذاتها، قدّم أيضاً عدداً من الأبحاث في المؤتمرات الدولية الموسيقية الخاصة بالموسيقى العربية، يضمها مجلد الدراسات في الموسوعة، ومجلد المحاضرات في الموسوعة، منها:

•  (نظرية الأجناس الموسيقية المتداخلة- تطوير الأساس المقامي للموسيقى العربية) في مؤتمر القاهرة للموسيقى العربية عام 1992.
• بحث (التجريب في مسرحة الموسيقى العربية عند سيد درويش) في مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة عام 1992.
•  وبحث (المعالجة بالموسيقى عند العرب) في مهرجان الكتاب في مكتبة الأسد في دمشق عام 1993.
•  بحث (الموسيقى في بلاد الشام) في الفعاليات الثقافية لمهرجان المحبة في سورية عام 1993.
•  دراسة (مستقبل الموسيقى العربية) في فعاليات يوم الموسيقى العالمي في البحرين عام 1994.
•  دراسة (الموسيقى العربية وعلاقتها بالحاسب الالكتروني) في مؤتمر القاهرة للموسيقى العربية عام 1996.
•  ودراسة (أثر الصورة في تطور الأغنية العربية السينمائية) في البحرين عام 1996.
•  محاضرة (نحو استراتيجية قومية لموسيقى عربية مستدامة في ظل التحولات التكنولوجية والإعلامية التي يشهدها العالم) في مؤتمر الموسيقى العربية في القاهرة عام 2011.
•  دراسة (التكامل الموسيقى العربي في عصر المعلومات)، كورقة مرجعية ضمن تقرير التكامل العربي سبيلاً لنهضة إنسانية) الصادر عن منظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة.
•  في عام 2021 أطلق الدكتور سعد الله آغا القلعة الجزء الأول من كتابه (حياة وفن فيروز والأخوين الرحباني 1923-1948) التحولات الكبرى تولّد الإبداعات الكبرى، وجاء في 218 صفحة.

•  كما كتب الدكتور آغا القلعة 237 مقالاً متعدد الوسائط في التحليل الموسيقي وفي القضايا المتعلقة بالموسيقى العربية ضمها في مجلد (المقالات في موسوعة كتاب الأغاني الثاني).

•  ومن أهم الإنجازات التي حققها الدكتور آغا القلعة في قطاع السياحة ن المحاضرة التي ألقاها في أيلول عام 1994 في مكتبة الأسد حول المؤشرات الاقتصادية للسياحة السورية وتوقعاتها للعام 2010 ومقارنة تلك المؤشرات والتوقعات مع النتائج المحققة فعلاً في عام 3010.
• مشروع التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة عبر وسائط التواصل الاجتماعي:
•  عام 2017 أطلق الدكتور آغا القلعة مشروع (التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة) الذي يهدف إلى توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووسائط التواصل الاجتماعي لتحقيق عدة أهداف:
• تحريض الابداع في المجال الموسيقي العربي، وصقله استناداً إلى نتاج عصر النهضة الموسيقية العربية في القرن العشرين.
•  تحريض تشكيل منظومة داعمة للإبداع الموسيقي العربي.
•  استعادة الجمهور وتأمين استدامته.
•  اعتماد الأساليب العلمية وخاصة دراسات التحليل والتركيب من خلال SWOT Analysis، واستطلاعات الرأي لتوصيف واقع الموسيقى العربية وتحديد نقاط ضعفها وقوتها والفرص التي يمكن أن تتوفر لها، والتحديات التي تعترض مسارات تطويرها، تمهيداً لاقتراح الحلول التي تعالج واقعها.

العزف على آلة القانون:

عُرف سعد الله آغا القلعة كعازف مبدع على آلة القانون، وشارك في العديد من المهرجانات الدولية، ويتميز أسلوبه بمحاورة المستمع ارتجالاً في تعبيرية معتمدة على أصالة الموسيقى العربية وحداثتها في واحد، حيث يستند على المقامات الموسيقية الشرقية الأصيلة، والمقامات الحديثة التي يشتقها مستخدماً نظرية الأجناس الموسيقية المتداخلة التي طورها في نهاية الثمانينات.

من أهم حفلاته ما قدّمه في فرنسا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وحفلاته في دار الأوبرا في القاهرة عام 1993، وكذلك حواره الموسيقي عبر آلة القانون مع الدكتور حسين صابر على العود على مسرح دار الأوبرا في القاهرة وتسجيلاته الموسيقية المتعددة.

الكتب والدراسات العلمية الهندسية:

•  كتاب البرمجة ومعالجة المعلومات، كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق.
•  كتاب الجيوديزيا (1)، كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق.
•  أطلس سورية السياحي بثلاث لغات، العربية والإنكليزية والفرنسية عام 1989، ويتضمن الخرائط السياحية التفصيلية لسورية ولجميع مراكز المحافظات السورية، ونصوص حول أهم المواقع السياحية والأثرية في سورية.
•  أطلس دمشق السياحي بثلاث لغات، العربية والإنكليزية والفرنسية عام 1992، يضم خريطة سياحية تفصيلية لدمشق، وخريطة خرى لمدينة دمشق القديمة، مع نص كامل عن تطور المدينة عبر التاريخ، وفهارس وصور بالإضافة إلى مجموعة خرائط سياحية باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية.
•  أشرف على العديد من أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير حول توظيف نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط الإقليمي السياحي والعام.

الجوائز والتكريمات:

• حاز برنامج (عبد الوهاب مرآة عصره) على الكارتوش الفضي في مهرجان القاهرة للتلفزيون- عام 1993.
• وحاز آغا القلعة على لقب أفضل مقدم برامج عربي عن برنامج (أسمهان)، في استفتاء لمجلة الرياضة والشباب في دبي- عام 1996 .
• كما حاز على الميدالية الذهبية لأفضل تقديم عن برنامج (نهج الأغاني)، في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون- عام 1996 .
• وكذلك جائزة الباسل للإنتاج الفكري في سورية- حلب- عام 1999 .
• وتم تكريم الدكتور آغا القلعة في حفل افتتاح الدورة الثامنة لمؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية في القاهرة، كأول موسيقي وباحث موسيقي غير مصري يكرم في المؤتمر- عام 1999 .
•  كما تم تكريمه في حفل افتتاح الدورة السابعة عشرة لمؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية في القاهرة- عام 2008.
• وحاز على جائزة زرياب الدولية في الموسيقى- عام 2016 .

الأقوال:

• “تنافس محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وفريد الأطرش ومحمد القصبجي وزكريا أحمد وبليغ حمدي ومحمد الموجي وغيرهم، هو الذي أسهم في ولادة النهضة الموسيقية، استناداً إلى تراث أسهم صباح فخري مثلا في حفظه وتقديمه بصورة معاصرة”.
• “إن مسابقة الملحنين الواعدين “جزء من مشروع متكامل، يسعى للتأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة، عملت عليه منذ سنوات طويلة، من خلال برامجي التلفزيونية عن الموسيقى العربية التي عُرضت في ذلك الوقت على أغلب المحطات التلفزيونية العربية”.
• ” عبد الوهاب وفريد الأطرش وكوستاس بانديس شركاء في لحن يا مسافر وحدك!”.
• “في أداء أسمهان لمونولوج أسمع البلبل يغني، من كلمات يوسف بدروس، وألحان محمد القصبجي، استطاعت تنفيذ أسلوبي الغناء الحديث والقديم، وخاصة في الامتدادات الصوتية من جهة، و القفلات الشرقية، التي تتطلب إنطاقاً للعُرب الصوتية الشرقية من جهة أخرى، باقتدار لافت، فيما تنقلت عبر 8 مقامات موسيقية، بدون أي تمهيد موسيقي!”.
• “استطاعت أسمهان، عبر لقاء صوتها مع ألحان أخيها الفنان فريد الأطرش، وكذلك ألحان كبار الملحنين أمثال محمد القصبحـي و ريـاض السنباطي و محمد عبد الوهاب، أن تحقق المكانة التي جعلت صورة الغناء العربي قبلها، مختلفة تماماً عما أصبحت عليه بعدها، حيث تسبب ظهورها على مسرح الحياة الموسيقية العربية ، في تقاعد ملحن كبير هو محمد القصبجي .. وفي توجه أهم صوت غنائي عربي وهو صوت السيدة أم كلثوم إلى مسارات جديدة بعيدة عن المغامرة”.
• “كانت الدورة الأولى لمؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية، الذي أطلق في عام 1992، في دار أوبرا القاهرة ، بإدارة من الأخت الدكتورة رتيبة الحفني رحمها الله، الأهم في تقديري، لما حظيت به من اهتمام محلي وعربي، على مستوى مشاركة الباحثين والفرق الغنائية والموسيقية من أغلب الأقطار العربية، وعلى مستوى التغطية الإعلامية الواسعة”.

المصادر:

• https://www.enabbaladi.net
• https://tareekhsouria.com/آغا-القلعة-القانون-جامعة-حلب
• https://ar.wikipedia.org
• https://syrmh.com
• https://www.facebook.com/SecondBookOfSongs/
• https://alarab.news
• https://www.facebook.com/dr.saadalla.agha.alkalaa/?locale=ar_AR
• https://www.sama3y.net