مالكوم اكس.. أبرز المنادين  بالمساواة والعدالة لمجتمع السود في الولايات المتحدة

1925- 1965/أمريكي

أظهر مالكوم كفاءة دعوية كبيرة، ودخل الكثيرون الإسلام على يديه، وعلى الرغم من اغتياله قبل 58 عاماً، إلا أن إرثه لا يزال حياً ولاسيما بين أصحاب البشرة السمراء

الولادة والنشأة:

ولد مالكوم  اكس في 19مايو/أيار عام 1925  في  أوماها – نبراسكا ،كان والده يعمل عمل والده كواعظ و معمداني وقد قتل في حادث عنصريه عندما كان مالكوم في السادسة من عمره ، باتت أمه ذات ال 34 عاماً معيلة لأولادها السبعة ، عملت كخادمة في بيوت البيض وتعرضت عندهم لسوء المعاملة ، كما أن سلطات الولاية حجبت عنها الإعانات،  نتيجة لكل هذه المآسي اصيبت في عام (1939م) بانهيار عصبي فأدخلت مصحة للأمراض العقلية.

أنفصل مالكولم عن أشقائه وتم إرسالهم  إلى منازل تبني مختلفة، و قد بقيت الأم في مستشفى الأمراض العقلية حتى قام مالكوم و إخوته بإخراجها بعد 26 سنة

الدراسة :

تخرج مالكوم اكس من الثانوية بتفوق وحصل على أعلى الدرجات بين زملائه، كان يحلم بأن يصبح محامياً إلا أنة لم يكمل تعليمه حيث ترك الدراسة وذلك بعد أن أخبره أحد المدرسين أن حلمُه بالذهاب إلى كلية الحقوق  أمر مستحيل كونة زنجياً .

الأعمال :

بعد أن ترك مالكوم اكس المدرسة عاش حياة اللهو والعبث وانتهى به الأمر في السجن كان حينها في العشرين من عمره.

كانت مرحلة السجن هي نقطة تحول في حياة مالكوم حيث تغيرت حياته وذلك بعد أن اعتنق الإسلام وانكب  على قراءة الكتب الإسلامية حيث قرأ كتب كبار لم يتوفر لغيره قراءتها، كما تعلم فن المحاورة والمناظرة مع قساوسة.

في عام 1952 خرج مالكوم اكس من السجن فقرَّر أن يُعمق معرفته بتعاليم إليجا محمد، ( وهو زعيم حركة أمة الإسلام التي ظهرت في أوائل القرن العشرين بين السود في أمريكا تبنت الإسلام بمفاهيم خاصة غلبت عليها الروح العنصرية وقد ظهرت على يد رجل أسود غامض الأصل اسمه والاس فارد ظهر فجأة في ولاية ديترويت داعيًا إلى مذهبه بين السود، اختفى بصورة غامضة بعد ذلك بأربع سنوات، فحمل لواء الدعوة بعده إليجا محمد وصار رئيسًا لأمة الإسلام). توجه مالكوم إلى أخيه في ديترويت، وهناك تعلم الفاتحة وذهب إلى المسجد، وتأثر بأخلاق المسلمين.

في المسجد لفت انتباهه عبارتان: الأولى تقول: “إسلام: حرية، عدالة، مساواة”، والأخرى مكتوبة على العلم الأمريكي، وهي: “عبودية: ألم، موت”.

بعد ذلك قابل مالكوم إكس إليجا محمد زعيم حركة أمة الإسلام  التي حفِلت بالانحرافات العقائدية والتي انتهت بإعلان إليجا محمد النبوة وانضم إليها مالكوم بعد ذلك.

لفترة قصيرة عمل مالكوم  في شركة “فورد” للسيارات ثم تركها، وأصبح رجل دين، وتميز بأنه يخاطب الناس باللغة التي يفهمونها ،  فاهتدى على يديه كثير من السود، قام بزيارات لعدد من  المدن الكبرى، كان همُّه الأول هو “أمة الإسلام”، فكان لا يقوم بأي عمل حتى يقدِّر عواقبه على هذه الحركة.

حقق مالكوم شهرة كبيرة وبدأ منذ نهاية عام 1959 بالظهور في وسائل الإعلام الأمريكية كمتحدث باسم حركة أمة الإسلام، فظهر في برنامج بعنوان: “الكراهية التي ولدتها الكراهية”، وبات نجمًا إعلاميًّا وبدأ بتلقي الكثير من المكالمات التليفونية، وكتبت عنه الصحافة، وشارك في كثير من المناظرات التلفزيونية والإذاعية والصحفية ، فاصبح تحت مراقبة  السلطات الأمنية ، خاصةً بعد عام 1961م، وبدأت في تلك الفترة موجة تعلُّم اللغة العربية بين أمة الإسلام،  لأنها اللغة الأصلية للرجل الأسود.

تنبه “إليجا محمد” إلى نباهة مالكوم وقدرته على الإقناع فقام بضمه لمجلس إدارة الحركة، وجعله إمامًا لمعبد رقم 7 بنيويورك.

وقد أظهر مالكوم كفاءة دعوية كبيرة وقام بزيارة الجامعات والحدائق والسجون وأماكن تجمُّع الناس، ودخل الكثيرون الإسلام على يديه، منهم الملاكم العالمي “محمد علي كلاي”، وفتحت قنوات التلفاز أبوابها له، وعقد المناظرات على الهواء، وسطع نجمه وذاع صيته بقوَّة.

في عام 1960 حدث تحول جذري في حياة مالكوم إكس، وذلك عندما ذهب للحج، التقى هناك مع العلماء والمشايخ، كما قابل الملك فيصل بن عبد العزيز الذي قال له: “إن حركة أمة الإسلام خارجة عن الإسلام بما تعتقده من ضلالات”.

وبسبب هذه الرحلة تغيرت حياته بشكل جذري حيث فوجئ بالإسلام الحقيقي. وقد مكث في مكة (12) يوم اكتشف فيها أنّ الإسلام الحقيقي بختلف تماماً عن أفكار أمة الإسلام و إليجا محمد، فقال: “لم أشهد في حياتي  أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إنّ أمريكا بحاجة إلى فهم الإسلام لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها”.

أيضاً تغيرت نظرته للرجل الأبيض: فلم يعد في نظره شيطانًا بل أصبحت نظرته عادلة منصفة، وتوصل إلى أن هناك أشرار من السود كما أنّ هناك أخيار من البيض.

ثم سافر بعد ذلك إلى مصر  والتقى شيخ الأزهر  “حسنين مخلوف” رحمه الله، وتعلم أكثر عن الإسلام الحقيقي من علماء الأزهر.

وبعد اكتشاف مالكوم اكس للإسلام الحقيقي أعلن إسلامه من جديد، وغير اسمه مرة أخرى من “مالكوم اكس” إلى “الحاج مالك الشاباز”، ولقب “الشاباز” كان لعالم أفريقي أثبت أن الأفارقة كلهم قبيلة واحدة، فاعتبر مالكوم نفسه ينتمي لهذه القبيلة.

في عام 1961 عاد مالك شباز لأمريكا، وراح يدعو  للعقيدة الصحيحة، وحاول إقناع إليجا محمد بالحق والذهاب للحج، إلا أن إليجا رفض بشدة وقام بطرده من الحركة، فشكَّل مالك جماعة جديدة سماها “The Muslim Mosque Inc”، وأخذ يدعو للدين الصحيح، ونجح في استقطاب الكثيرين إليه، وأوَّلهم: والاس بن إليجا محمد نفسه.

ونتيجة لذلك تلقى مالك شباز تهديدات من إليجا محمد بالقتل، إلا انه لم يخف أو يتوقف، فقام إليجا بشن حملة دعائية إعلامية شرسة عليه كي يصرف الناس عنه، إلا أن هذه  التهديدات لم تزد مالكًا إلا إصرارًا، كما قامت الصحف الأمريكية  بالتضييق على مالك، مع أنها كانت من قبل تفتح له أبوابها عندما كان يدعو للدين الباطل والعقيدة الفاسدة.

 الحياة الشخصية:

في عام 1958 تزوج مالكوم اكس من “بيتي اكس” ورُزق بثلاث بنات، سمَّى الأولى عتيلة، على اسم القائد الذي نهب روما.

الوفاة:

توفي مالكوم اكس في عام 1965 عن عمر ناهز الـ 39 عاماً أثناء إلقاءه خطابًا، حيث قام ثلاثة من جماعة أمة الإسلام التي يقودها “إليجا محمد” باغتياله أمام الناس، فأطلقوا عليه (16) رصاصة، فمات على الفور.

الحوائز والتكريمات:

• أقيم نصب تذكاري لمالكوم إكس في المكان الذي شهد اغتياله.
• يعتبر يوم ميلاد مالكوم إكس يوم عطلة في بعض ولايات الاتحاد الأمريكي الشمالي تخليداً وتكريماً لمسيرة الداعية الإسلامى والمناضل لحقوق السود.

الأقوال:

يقول مالكوم اكس:

• “«على الوطنية أن لا تعمي أعيننا من رؤية الحقيقة ، فالخطأ خطأ بغض النظر عن من صنعه أو فعله”.
• “كن مسالماً و مهذباً أطع القانون واحترم الجميع و إذا ما قام أحدٌ بلمسك أرسله إلى المقبره” .
• “لا أحد يمكن أن يعطيك الحرية ولا أحد يمكن أن يعطيك المساواة و العدل، إذا كنت رجلاً فقم بتحقيق ذلك لنفسك”.
• “لا تستطيع فصل السلام عن الحرية ، فلا يمكن لأحد أن ينعم بالسلام مالم يكن حراً “.
• “نريد الحرية ، العدل ، المساواة بأي طريقةٍ كانت”.
• «إن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه، وعلى المرء أن يحدث بعض الضجيج ليحصل عليه”.
• “نحن جميعا في القارب نفسه، وسنلقى الجحيم ذاته من الرجل الأبيض نفسه.. عانينا جميعا في هذا البلد من القمع السياسي والاستغلال الاقتصادي والتدهور الاجتماعي على يد الرجل الأبيض”.

قال الأستاذ المساعد بقسم اللغة الإنجليزية في جامعة ويسكونسن ميلووكي ديريك هاندلي:

• “مالكوم يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لحركة الحقوق المدنية، تماما مثل أهمية الدكتور مارتن لوثر كينغ الابن”.
• “إن العديد من أتباع مالكوم ينظرون إلى تعاليمه مثل كتابهم المقدس ويتبنون فلسفاته التي لم تكن موجودة من قبل في الولايات المتحدة”.

المصادر:

• https://quran-m.com
• https://m.marefa.org
• https://suwaidan.com
• https://www.almasryalyoum.com
• https://www.aa.com.tr
• https://ar.wikipedia.org/